التعليم الالكتروني والتجربة العراقية الحالية
لتعليم الالكتروني والتجربة العراقية الحالية
الرؤية الشاملة والعامة للتعليم الالكتروني في بلدنا العزيز وبعد الايقاف الطوعي لطلبتنا عن الدوام خلال المضاهرات وما عقبها بسبب جائحة كورونا
ان الانسان العراقي بشكل عام والاستاذ والطالب بشكل خاص ليس اقل قدرة وامكانية فكرية وذهنية عن بقية البشر على وجه الكرة الارضية فهو دوما وهذا مثبت عالميا عن ابداعاته وامكاناته عندما تتوفر له الضروف المناسبة خصوصا خارج البلد ، فمنهم التجار ومدراء شركات والمبتكرين والعلماء والباحثين .
ولكن تحت وطأة الضروف العامة التي مر بها العراق سابقا في العقود الاخيرة من القرن الماضي والان التناقضات الكثيريةً والمستمرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والمؤثرات المتعدد، اصبحت عملية التنمية في العملية التعليمية برمتها ليست بالسهولة فانها مرتبطة بشكل مباشر بالتنمية العامة للبلد وهذا هو حالها في اية دولة في العالم وكونها هي جزء لا يتجزا عن التنمية العامة ، فانها في البلدان المتطورة اكثر من بلدنا تمنح اهتماما خاصا اكثر من بقية القطاعات والخدمات العامة بمعنى اخر تحتاج العملية التعليمية الالكترونية الى تخطيط ومراجعة دورية وتطوير مستمر ، وهو عكس ما يحدث الان في بلدنا حيث المعتمد هو التكتيك المرحلي والحلول الانية الجزئية غير المتكاملة في العمل واعتماد عملية اقتباس عكس ما يحدث في العالم حيث التخطيط والبرمجة لتوفير مؤهلات التطبيق ، وهذا ما لم يحدث في العراق في العملية التعليمية بشكل خاص ، وهذا ما حصل في الاونة الاخيرة في موضوع تطبيق الوسائل التعليمية الحديثة ، اذ كان ضروريا مسبقا توفير مستلزماته اولا ومنها الاتي :
١- وضع خطة مدروسة عامة وشاملة ومحكمة وفيها موضح الغرض والاهداف من العملية المراد تطبيقها والجدوى العلمية والاقتصادية والاخرى ان تطلب .
٢- الاعداد والتقبل النفسي اولا للكوادر المستهدفة من ذلك من خلال دورات تعليمية وورش وندوات على قدر ما يكفي في هذا المجال .
٣- اعداد الطالب وتدريبه في دورات وورش خاصة نفسيا ومعلوماتيا وزيادة خبرته واطلاعه على ذلك .
٤- توفير المتطلبات الاساسية المادية ومنها شبكة انترنت لتواكب العمل والاحتياجات ، ودعم الطلبة في هذا المجال اذا استوجب وفي منازلهم كحزم انترنت او برامج مجانية خاصة ، رصد وتوفير ظمن خطة مسبقة المتطلبات المادية للاجهزة والمعدات اللازمة لتطبيق البرامج الالكترونية التعليمية .
ان الازمة الحالية المفاجئة كشفت حقيقة وهي ليست بالغريبة فهي موجودة الان في اكثر دول العالم وهي ان التعليم الإلكتروني ضعيف في القطاع التعليمي وعدم جاهزيته بالتمام لمثل هذا النوع من التعليم ، وكذلك في العراق ، فظلا عن المؤثرات الإضافية كالإضراب الطوعي الذي حدث اثناء التظاهرات الاخيرة اثرت سلبا على العملية التعليمية عامة والالكتروني بشكل خاص مضاف اليه موضوع تاخر الميزانية السنوية ،، وكذلك الإضراب الجبري بسبب فيروس كورونا واعتماد وزارة التعليم على خاصية التعليم الإلكتروني لإنهاء السنة الدراسية وبشكل مفاجيء غير معد له مسبقا
بالرغم من كل شيء في الاخر وكما هو واظح واثبت ان لدى الكادر التدريسي والطلبة ممكن ان يخوضوا هذه المعركة رغم المعوقات اعلاه ، وقد طبق التواصل الالكتروني والتعليم بهذه الطريقة الى حدود قد تصل نسبة تحقيق ٧٠٪ وهذا يعني انه بعد حل المعضلات اعلاه ممكن ان يتقدموا كوادرنا التعليمية والطلبة بهذا الاتجاه ، فظلا عن تحقيق العديد من النشاطات العلمية والمؤتمرات والندوات وورش العمل سواء على صعيد التدريب بما يخص المنصات الالكترونية او على صعيد العلوم والطب والتكنولوجيا ..
ومن الواضح ومن خلال شهرين من العمل الجاد بدات تظهر امكانات مختلفة ومتعددة في حل بعض المعضلات في التعليم الالكتروني لا بل الى الابتكار والابداع بما لم يعمل به من قبل الكثير سابقا ومنها عمل افلام قصيرة للجوانب العملية داخل المختبرات او صالات التشريح والعمليات المختلفة لترفع على المنصة الالكترونية لتعوض عن الحضور الموقعي بنسبة كبيرة .
ومما سبق نستدل على ان التجربة ممكن ان تتطور وتنمى وخلال مدة قصيرة وقد تعوض عن التعليم داخل القاعات .
وانشاء الله بالعمل الجاد والمثابرة اكثر ممكن ان نتحول الى المنصات الالكترونية كبقية الدول التي سبقتنا))
ا د طالب جواد
.