مقالة علمية

((كرونا: رب ضارةٍ نافعة)
ويقال ((من بين ظلام الليل يُولد نهارٌ جديد))
كثرت الاقوال وما قيلت الا ليجسد ان ما يقدره الله ليس فيه الا الخير ولكل قول او عبرة قصتها، ولول اخذنا منها واحدة وهي (رب ضارة نافعة) يحكى انه غرقت سفينة نجت الامواج رجل منها ورمته على شاطئ جزيرة ليس فيها بشر واقتات على الاحياء ولبس وتغطى بنباتاتها وسكن كوخا منها ذات ليلة احترق كوخه، تذمر ورد قائلا رب ضارة نافعة ،، واذا بسفينه مارة من بعيد لترى الدخان المتصاعد وتقترب لتنقذ هذا الرجل الياس فتبين له ان حرق الخوخ كان نافعا وتسبب في انقاذه.. وتبين له ((ان الله من بين ظلام الليل يولد نهار جديد)).. وها نحن اليوم نقول لجائحة كرونا رغم مخاطرك كرونا ولكنك اشعرت الناس بحاجتها لبعضها ومدى تعلق البعض بالبعض والتسوق لرؤية ولقاء بعضهم والى العودة لمؤسساتهم، واظهرت معدن العراقيين وها هم اصبحوا وعادوا جميعا متحابين متعاونين يساعد بعضهم البعض ويتشوقون العودة للعمل معا. فظلا عن توعية وتثقيف الناس بوسائل النظافة وثقافة الوعي الصحي وتعديل الكثير من العادات والتقاليد الخاطئة في غير موقعها ومنها طرق الترحيب والتقبيل والتجمعات والاختلاط في غير مكانه ووقته الصحيح، فظلا عن التعرف على الكثير من الاقاويل والتكهنات والتنجيمات التي تطلق جزافا وثبوت عدم صحتها وتكذيبها ،،
ولكن نذمك كرونا لأنك اخذت احبابنا منا لانهم كانوا يجهلون الثقافة الصحية وكيفية تجنبك ، ولأنك تسببت بتوقف مفاصل كثيرة في حياتنا العلمية والدراسية ووو.
ونشكر الله على ما قدر وجائحة كرونا، فقد اعادتنا ظروفها الى حاجتنا لبعضنا بل حاجة كل بلدان العالم والعلماء ورجال السياسة الى بعظهم البعض والى التكاتف الانساني والى ضرورة الايمان بوجود الله والى حِكَم كثيرة ولعل الله يهدي ممن تأخروا عن ركب سفينة النجاة والعودة الى العقل والصواب والعمل من اجل الانسانية والسلام والعمل بكل الارادة لأسباب السعادة الحقيقية والطريق الامثل لها وهو السعي الى سعادة الاخرين قبل الذات.. ونرد ونعيد القول يا كرونا
((رب ضارة نافعة)) و ((ان الله من بين ظلام الليل يولد نهار))
حماكم الله
أ.د.طالب جواد كاظم