مقالة بعنوان (دور الاستاذ الجامعي في ترميم وإصلاح الوطن).
Email: talibjwd@yahoo.com
في مطلع العام الجديد وكعادتها جامعة ديالى بشكل عام وكليه الهندسة بشكل خاص تبدع بنشاطاتها الاجتماعية والعلمية ففي ١٠ / ١ / ٢٠١٩ أقيمت محاضرة علمية تحت عنوان (( تجربة معمار عراقي في سلطنة عمان )) حاظر فيها المعماري العراقي المغترب في سلطة عمان الدكتور لؤي علي صالح الجبوري ،، وقد أغنانا الدكتور بنشاطه وفنه المعماري الذي لا يقل أبدا عن ابداعات مشاهير التصاميم في العالم وعبر التاريخ ،مما يجعله نموذج مشرف للطاقات العراقية ترفرف بين الكفاءات الدولية ،، وخصوصا عندما تتوفر لهذه الطاقات الارضيّة المناسبة كي تتفجر وكي تكون منتجة.
وفِي الوقت أسعدنا وتلقينا دروس عديدة استنبطناها من محاضرته وإبداعه الفني والمعماري ، وخصوص بالمقارنة بما يجري في سلطنة عمان من تنسيق في العمل وإدارة شؤن العمران والهندسة وعمل الجامعات والمكاتب الهندسية الخاصة والحكومية ، ومن ادارة ممتازة ومشرفة الشؤون البلدية والحكومات المحلية بالتعامل مع البناء والهندسة والعمران ، تبادر الى ذهننا وشدنا الشوق لمعرفة وإيجاد الفلسفة والسبل الكفيلة بالإصلاح وبما يأخذ بيد الأكاديميين والمهندسين والعراقيين عموما للارتقاء الى ما وصلت اليه سلطنة عمان،، في حين كان سابقا عراقنا بالهيئة التي كان يحلم بها سكان الخليج والعمانيين ان يرتقوا اليها ..
ومثل طروحات الاخ العزيز الدكتور ، لؤي الكثير من الاساتذة المغتربين يذكرون الصيغة نفسها وبمقارنة ما نحن عليه وما سبقتنا وما عليه الدول التي هم مغتربين فيها .. مسار الطرح واللوم في ذلك وتاخر بلدنا عن العالم ونبرة التكلم دوما توحي الى ان المغترب والمهاجر على صح وان جميع الأخطاء وسبب التردي داخل العراق هم الموجود داخل البلد من نظراءهم من الاساتذة والموظفين والإداريين ،،
وفِي هذا الباب ومن اجل معرفة سر ابداع العراقيين في الخارج وعلى العكس داخل البلد ،، شدتنا الرغبة لمعرفة ما يجري خارج وداخل العراق وأسباب تأخرنا وبفضول منا ،، سالنا الدكتور الجبوري ،،
اراك سعيدا في غربتك وفِي عملك في سلطنة عمان ؟؟،، اجاب نعم.
هل يختلف واردكم الشهري في عمان عن نضرائكم من الاساتذة داخل العراق ؟؟
اجاب الدكتور الجبوري كلا قد لا يختلف كثيرا سلبا ام ايجابا !، ولكن الموضع لا يتعلق بالدخل المالي بل ، بآلية ونظام العمل ، والتداول الوظيفي ، مع الدولة ومع المواطن ، وحقوق ما عليك وما لك..
وفِي سؤال آخر للدكتور الجبوري،،
كم ساعة تعملون باليوم ؟؟
اجاب جنابه ؛نعمل من الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة عصرا في الجامعة وبعدها يستمر عملنا في المكتب الهندسي حتى التاسعة او العاشرة مساءا !!
أجبته الان وضح سبب ما نحن عليه في العراق وما عليه الوضع في مكان عملكم في سلطنة عمان وغيرها من الدول التي سبقتنا..
حصحص الحق!!!!
لا يخفى علينا و في الكثير من المؤسسات العراقية ليس كلها واولها اساتذة وكوادر الجامعات العراقية لا ترتقي آلية وتوقيتات وجدية العمل الى ما عليه المؤسسات التي يعمل في الدكتور الجبوري في سلطنة عمان ،، ولا يحتاج ان ندخل في تفاصيل ما يجري في العراق في هذا الصدد، في حين نفس العراقي عندما يكون خارج البلد تراه يعمل جادا وملتزما ومبدعا ولما يقرب من ١٢ ساعة يوميا ..
اذا ما المطلوب منا؟؟
المطلوب هو ليتخيل ويعمل كل منا وعلى راس القائمة الاساتذة والأكاديميين وما اليهم من اصحاب القدرات العلمية والشهادات العالية والمؤسسات التعليمي واخص بالذكر مؤسسات التعليم العالي ،، للعمل بالجد والتوقيتات والآليات التي يعمل بها الدكتور الجبوري في سلطنة عمان ،، وبذا سيكونون المثل الأعلى ونهج يقلده ويتبعه بقية دوائر ومؤسسات الدولة العراقية،
وتصوروا لو تخيلنا ان جامعة ما او كلية ما تعمل لوقت جاد وكافي بما حددته الخدمة الجامعية ((وعلى غرار ما موجود خارج العراق )) في سلطنة عمان مثلا من الثامنة صباحا وحتى الساعة الرابعة عصرا ،، كم سيكون كمْ البحث العلمي وكم يكون ما يتلقاها الطالب من فترة تعلم ، وكم سيكون الانتاج العلمي والأكاديمي وقد يكون حتى الاقتصادي لهذه المؤسسة ، بل وكم سيشار لها بالبنان ، وكم سيقتدي بها بقية مؤسسات الدولة ،، وفِي نفس الوقت كم سيشعر العاملين في هذه المؤسسة لاحترام النفس والذات وبرضى الضمير ورضى الله وكم سيبارك عملهم ..
اذا نحن مدعوين لمراجعة عامة لما ذكرنا أعلاه وبما نحن فاعلون يوميا من اجل الرزق والمعاش الحلال ومن اجل عراق افضل ،، وعكس ذلك كم سنكون محاسبين امام الضمير واما الله وامام الأمانة الوطنية اذا ما قصرنا دورنا الريادي في المجتمع.
خالص الشكر والتقدير لكلية الهندسة وعميدها الاستاذ الدكتور منعم المحترم في وقتها والأستاذ الدكتور لؤي الجبوري ،، ونامل الاحسن للعراق العزيز ..
ا د طالب جواد كاظم